بعد وفاة طفلين لتناولها..متخصصون يحذرون من الشعرية سريعة التحضير والمنتجات المصنعة

 

965 كلمة

إخصائية تغذية: أضرار مكسبات اللون والطعم يمكن تفاديها بالبدائل الطبيعية

إخصائية تغذية علاجية: توجد علاقة قوية بين الأمراض القلبية وفرط استخدام المواد الحافظة

: اللون "أحمر3" المستخدم في صناعة "مصاصات" الأطفال من مسببات السرطان

والجمهور: نقلل من شراء المنتجات المصنعة حفاظًا على صحة أبناءنا



كتبت- ياسمين رضا ونغم هشام:

بعد أن لقي طفلان مصرعهما في إحدى القرى المصرية في محافظة أسوان بعد تناول وجبة الشعرية سريعة التحضير، أصبح من الضروري طرح تساؤلات عديدة تتعلق بسلامة المنتجات الغذائية المتاحة في الأسواق، ومدى أمان المواد الصناعية الداخلة في مكوناتها باختلاف نسبتها وأغراضها، والتساؤل الأهم هل المستهلك لديه الوعي الكافي للتعامل مع تلك المنتجات؟ خاصة في ظل ظروف التخزين الخاطئة التي يتبعها بعض الموزعين. صوت الجامعة ترصد خبرات الجمهور ورأي المتخصصين.

مواد صناعية ضارة

أما عن المواد الداخلة في تصنيع بعض المنتجات ومنها مكسبات الطعم، قالت د. فاتن سلامة، إخصائية التغذية، أنها مركبات صناعية تستخدم في مجال الصناعة الغذائية ومن تأثيراتها على الصحة الإصابة بالحساسية سواء كانت جلدية أو حساسية الجهاز التنفسي، وتزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان، وبعض هذه المكسبات تؤثر على الغدة الدرقية، كما تؤدي إلى اضطرابات سلوكية ونفسية خاصة عند الأطفال، وبعض مكسبات الطعام مثل الأسبرتام المستخدم في بعض أنواع السكر الدايت قد تؤدي إلى حساسية شديدة تنتهي بالوفاة، كما أن هناك مكسبات لون فقط تؤدي إلى تغير في جزر الخلايا العصبية، مما قد يسبب تغير في الحالة العصبية والسلوكية خاصة لدى الأطفال، وتسبب أيضًا اضطرابات في الجهاز الهضمي كالإسهال والغثيان.

وأضافت "سلامة" أن هناك أنواع من مكسبات الطعام يجب علينا تجنبها، مثل مادة أحادي جلوتومات الصوديوم أو الملح الصيني الموجود في اللحوم المصنعة والوجبات السريعة، ومادة التيرامين الموجودة أيضا في اللحوم المصنعة، فالتيرامين يهدم البروتين الموجود في الطعام، كما ذكرت البدائل الطبيعية لهذه المواد ومنها الفانيلا، والقرفة، وزيت الزنجبيل، ونكهة جوز الهند، ونكهة العسل، والزيوت العطرية.

وأكدت أن الاستهلاك المتزايد لمكسبات الطعام يؤدي للإصابة بالصداع المستمر، والحساسية، وألم في الصدر، وفرط الحركة لدى الأطفال، وتلف الجهاز العصبي، وتدمير الكلى، وتلف الدماغ، والإصابة بالسرطان، والتشويش الذهني، والاكتئاب، واضطرابات بصرية.

وقدمت "سلامة" بعض النصائح لتجنب تلك الأمراض، ومنها حث الأم على اعداد العصائر الطبيعية لأطفالها بدلًا من العصائر المصنعة، والبعد عن اللحوم المصنعة واستبدالها باللحوم الطازجة مضمونة المصدر، وعدم استخدام أنواع السكر الدايت والأفضل أخذ الكمية المسموح بها من السكر الأبيض خلال اليوم، والامتناع عن تناول الحلوى المصنعة واستبدالها بحلويات منزلية مضمونة أو فواكهه طازجة، والتوقف التام عن المشروبات الغازية، وضرورة توعية الأطفال بأضرار الحلويات والعصائر مجهولة المصدر.

مسببات للسرطان

قالت د.هويدا هندام، إخصائية تغذية علاجية وإكلينيكية، أن المواد الحافظة تستخدم للحفاظ على جودة الأطعمة المختلفة من حيث القوام، والشكل، واللون، والرائحة من الفساد بسبب البكتيريا، وتوجد المواد الحافظة في الوجبات السريعة، والأطعمة المصنعة، والمجمدات، والمعلبات، واللحوم المجمدة، والوجبات الخفيفة المعلبة كالبسكويت وشرائح الشيبسي وغيرها.

وذكرت أن المواد الحافظة تنقسم لنوعين مواد حافظة طبيعية كالملح، والسكر، والخل وليس لها أضرار على الصحة، ومواد حافظة مصنعة وهي مواد كيميائية تستخدم بنسب وضوابط تحت رقابة للمحافظة على المنتج من عوامل الأكسدة والفساد مما يؤدي إلى تغير الطعم، مثل الصوصات الجاهزة التي يوجد فيها مادة مجنسة تحافظ على القوام الكثيف للصوص طوال فترة حفظه مثل مادة ليثيسين، كما أن محسنات الطعم واللون تضاف لكل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، ويوجد أيضًا كثير من الإضافات الأخرى كالمحليات الصناعية ومانعات الأكسدة ومحسنات القوام.

وأكدت "هندام" أن معظم الأمراض القلبية مؤخرًا ترتبط بفرط استخدام المواد الحافظة، وكذلك بعض الإضافات مثلnitrite  وnitrate، ثبت أنها من مسببات السرطان، وهناك بعض مواد أخرى تسبب مشاكل في الجهاز التنفسي، ويمكن  تجنب هذه المواد عن طريق استبدال الوجبات السريعة والجاهزة بأخرى طازجة ومعدة بالمنزل، وقراءة المعلومات الغذائية المدونة على المنتجات بدقة، ويفضل اختيار الأطعمة المكتوب عليها عبارات (خالي من المواد الحافظة، بدون مواد الحافظة، منتج طبيعي 100%)، وأيضًا يجب اختيار الخضروات والفواكه الطازجة بدلا من المعلبة،  وتناول اللحوم، والدواجن، والأسماك الطازجة بدلًا من المجمدة واختيار الألبان، والزبادي الطازج الذي لا يتعدى تاريخ صلاحيته عن ثلاثة أيام.

وأوضحت أنه يوجد مواد حافظة طبيعية يمكن استخدامها بكميات مدروسة ولكن فترة عمر المنتج تكون قصيرة لا تتعدى الأيام في بعض المنتجات سريعة التلف بالبكتيريا، فيمكن استخدامها مع ضبط درجة تخزين المنتج وتداوله في نفس درجة الحرارة، ومثال على ذلك العيش البلدي يكون سريع التلف مقارنة بالعيش المتداول المغلف ويبدو طازجًا لمدة أسبوعين بعد تاريخ إنتاجه.

الألوان وفرط الحركة

أكدت "هندام" أن الألوان الصناعية جزء من المواد الحافظة التي تستخدم للحفاظ على لون المنتج أو تحسين لونه الطبيعي، ومن أضرارها أنها تسبب الحساسية عند بعض الأشخاص، ومن هذه الألوان أحمر 40، وأزرق 1، وأصفر 5، وقد وجد أن أحمر 3 والمستخدم بكثرة في مصاصات الأطفال والكاندي واللحوم المصنعة من مسببات السرطان، كما أن الأطفال المصابين بمتلازمة فرط الحركة يستهلكون كميات كبيرة من الملونات الصناعية.

كما أضافت أنه يوجد بدائل طبيعية للألوان الصناعية، كاستخراج الصبغات من الخضروات والفواكه والمصادر الطبيعية، ونصحت بضرورة قراءة المعلومات المدونة على المنتجات لاختيار المنتج المناسب قليل المحتوى من الألوان الصناعية ومكسبات الطعام، واستخدام البدائل الصحية الطازجة من المنتجات سواء خضروات، وفواكه، وألبان، وخبز، ولحوم أو التقليل والترشيد من تناول الوجبات السريعة والمعدة مسبقًا وذلك لصحة أفضل.   

وعي الجمهور

أوضحت نجاة محمد، مدرسة 46 سنة، أنها تشتري المنتج على أساس النوع الجيد الذي يحتوي على مواد حافظة أقل، كما أنها تحرص على إعداد بعض المنتجات في المنزل للحفاظ على صحة أولادها، وذكرت أنها توضح لهم أضرار ومخاطر هذه المنتجات ليمتنعوا عن تناولها، خاصة الشعرية سريعة التحضير والشيبسي والشكولاتة، وتحاول استبدالها بأطعمة منزلية الصنع تستخدم فيها المواد الطبيعية المتاحة.

وكشفت أنوار الفجال، ربة منزل 58 سنة، أنها تقرأ المكونات المكتوبة على المنتج وإذا وجدت أنها تحتوي على مواد حافظة ومكونات كيميائية مصنعة لا تشتري هذا المنتج مرة أخرى؛ لأنها تخاف على أبنائها، خاصة بعد أن تعرض أحدهم إلى الإعياء الشديد وذهب إلى المستشفى فطلب منه الطبيب أن يمتنع عن تناول المنتجات التي تحتوي على المواد الحافظة قدر الإمكان.

وأكدت سوزان سرور، مدرسة 48 سنة، أنها منعت أولادها تمامًا من تناول الشعرية سريعة التحضير تمامًا، عقب سماعها خبر وفاة الطفلين في أسوان، كما أنها حاولت تحضيره في المنزل بالإضافة إلى إعدادها منتجات أخرى مثل اللانشون، كي ترضي أبناءها وتحافظ على صحتهم.

 

تعليقات