التعليم عن بعد في زمن الكورونا..تجربة الأساتذة والطلاب .... د.مصطفى الشيخ: "نجاح التجربة رهن تطوير خدمات الإنترنت"
تحقيق 1000 كلمة
د.مصطفى الشيخ: "نجاح التجربة رهن تطوير
خدمات الإنترنت"
د.هبة حمامة: "ضرورة الاستفادة من أدوات
المنصة الإلكترونية وتدريب الطلاب عليها"
:"عقد
الامتحانات أونلاين في حال استمرار أزمة كورونا"
الطلاب: توفير الوقت والجهد أهم
المميزات..مشاكل الإنترنت ونقص التفاعل أبرز العيوب
كتبت-
ياسمين رضا ورضوة طه ونغم هشام وحبيبة خالد:
يعد انتشار وباء كورونا السبب الرئيسي في الاتجاه نحو
التعليم عن بعد على مستوى العالم، وكذلك الحال في مصر حيث أقرت وزارتي التعليم
العالي والتربية والتعليم أن النظام التعليمي هذا العام سيشهد دمجًا بين التعليم
المباشر والتعليم عن بعد بالاعتماد على المنصات الإلكترونية المختلفة، ولمواجه
الموجة الثانية من كورونا قد يتم الاعتماد كليًا على التعليم عن بعد،
عن تجربة التعليم عن بعد، قال د.مصطفى الشيخ، نائب رئيس
جامعة طنطا لشئون الدراسات العليا والبحوث سابقا، أن فكرة التعليم عن بعد ممتازة
وفيها إفادة كبيرة وتسهيل لبعض الفئات المتواجدة في مناطق نائية، إلا أنه ليس بنفس
كفاءة وفاعلية التعليم المباشر؛ فحركات العين والجسم تكسب الطلاب مهارات التواصل.
وأضاف "الشيخ": "تطبق كل الدول منظومة
التعليم عن بعد وليس مصر فقط، وفي كل الأحوال عندما تستقر الأمور لا بد من إعادة
الدراسة المباشرة، ولجأنا إلى التعليم عن بعد كحالة استثنائية بسبب أزمة كورونا،
ولكن ذلك يتطلب توفير خدمة إنترنت جيدة داخل حرم الجامعة، وللطلاب في بيوتهم أيضًا؛
لأن الطالب لو فقد الصوت أو فقد الصورة سيفقد جزء من المحاضرة، وبالتالي يفقد
المتابعة الجيدة للأستاذ، وهذا يتطلب تحسين البنية التحتية، وهذا ما يقوم به وزير
الاتصالات بتوجيهات من القيادة لنجاح التجربة".
منصات متكاملة
وعن مميزات التعليم عن بعد، قالت د.هبة حمامة، مديرة
وحدة التعليم الإلكتروني بكلية العلوم جامعة القاهرة، أن منظومة التعليم عن بعد ليس
لها عيوب بقدر ما لها من مميزات إذا تمت الاستفادة من أدوات المنصات الإلكترونية، حيث
يمكن للطالب حضور محاضراته ومذاكرة مقرراته والتفاعل مع أساتذته مباشرة، بالإضافة
إلى أنه يستطيع تحديد مستواه من خلال الاختبارات، فهو كنظام سهل جدًا ومطبق في بعض
البلدان العربية من عشر سنوات أو أقل، وبالنسبة لنا فالأمر ليس صعبًا ولكنه يحتاج
إلى الممارسة والتعود.
وأضافت "حمامة": "لدينا توجيهات من وزارة
التعليم العالي بإمكانية إجراء امتحانات أونلاين إذا استمرت أزمة كورونا، ولكن هذا
يتوقف على طبيعة الكلية والجامعة، ونعتمد في جامعة القاهرة على منصة البلاك بورد وهي
من أكثر المنصات التي تتميز بالأمان العالي، ويمكن من خلالها إجراء اختبارات
إلكترونية ولكن لا بد من تدريب الطلاب".
كما أكدت "حمامة" على عدم الاعتماد بالكامل
على التعليم عن بعد، فالاعتماد على المنصات التعليمية يكون بنسبة 50٪ حضور و50٪ أونلاين
في الكليات النظرية، أما الكليات العملية فنسبة الحضور 60٪ و40٪ أونلاين بحيث يحضر
الطالب الجزء النظري ويطبق ويحلل الجزء العملي في الكلية، مع مراعاة الإجراءات
الاحترازية.
صعوبات التجربة وخطوات التطوير
قالت د.أماني الموجي، أستاذ بقسم المناهج بكلية الدراسات
العليا للتربية، أنها لا تستطيع توصيل كافة المعلومات للطلاب أونلاين وتفضل
التعليم المباشر، كما أضافت أن العديد من طلابها يعانون من التعليم عن بعد ويطلبون
منها الحضور المباشر في الكلية، ولكن يصعب ذلك بسبب أزمة كورونا وضرورة الالتزام بالاجراءات
الاحترازية.
كما قارنت "الموجي" درجات اختبار الطلاب في
فترة التعليم عن بعد والتعليم المباشر، وكانت نسبة الدرجات منخفضة جدا، مما يعني
ضعف الاستيعاب من خلال التعليم عن بعد، فالتعامل وجها لوجه يفيد في معرفة رجع
الصدى من الطلاب؛ لأنها في المحاضرات الأونلاين لا تستطيع رؤية الطلاب والتواصل
معهم ومعرفة مستوي تركيزهم.
وأضاف د.طارق إبراهيم، أستاذ بقسم الصرف والنحو بكلية
دار العلوم، أن للتعليم المباشر مميزات فلقاء الطلاب المباشر فيه التفاعل والحيوية
وإثارة الذهن وتطبيق الوسائل التعليمية المختلفة ومعرفة درجة استيعاب الطلاب وذلك
من خلال طرح الأسئلة وإجراء الاختبارات القصيرة. أما بعد تطبيق التعليم عن بعد
خلال أزمة كورونا ظهرت عدة مشكلات، فالاعتماد على البث المباشر للمحاضرات له عدة قيود؛
حيث يحتاج تهيئة للطالب والمعلم والوسائل الوثيقة مثل الإنترنت والكمبيوتر والتي
لا تتوفر بنفس الكفاءة لدى جميع الطلاب، كما أن قطاع الكهرباء يعد أحد معوقات
التعليم عن بعد.
وعن خطوات تطوير التعليم عن بعد في مصر، قالت د.أمل
سويدان، أستاذ بقسم التكنولوجيا والعميدة السابقة لكلية الدراسات العليا للتربية،
إنه من الضروري تجهيز البنية التحتية وتدريب أعضاء هيئة التدريس والمعلمين والطلاب
على هذه التقنيات، وتوفير برامج تدريبية لتحويل المقررات الورقية إلى إلكترونية، وطرح
بدائل مختلفة مثل التليفزيون التعليمي والإذاعة التعليمية.
تجربة المدارس
عن التجربة في المرحلة الثانوية، قال ا.سيد سالم، أخصائي
تكنولوجيا وتعليم بمركز المعلومات بمدرية التربية والتعليم، أدخلت الوزارة العديد من
التغييرات على نظام التعليم عن بعد، حيث أصبح الطالب يستطيع الدخول إلي المنصات الإلكترونية
من أي جهاز آخر غير التابلت الخاص بالوزارة، وأصبح متاحًا للطالب الحضور عن طريق المنصات
الإلكترونية مثل منصة (study) أو منصة (مدرسة)، ومنصة (ادمودو)
التي تتيح التفاعل بين المعلم والطالب لتوفير مناخ الدراسة داخل الفصول، ونظام
إدارة التعلم (LMS) المتاح على بنك المعرفة.
وعن الامتحانات بنظام الأونلاين، أضاف "سالم" الجديد
هذا العام أن الصف الثالث الثانوي ستعقد امتحاناته إلكترونيًا مع إعطاء الطالب أكثر
من فرصة إذا لم ينجح في المرة الأولي، وبذلك ينتهي نظام الفرصة الواحدة كما هو في التعليم
التقليدي، والامتحانات الإلكترونية ستكون غير قابلة للإختراق أو التهكير.
تجربة الطلاب
أما الطلاب، الطرف الأهم في المنظومة التعليمية، فقالت
آية ياسر، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الأسنان جامعة الأزهر، عن أبرز إيجابيات
التعليم عن بعد، أنها تتابع المحاضرات أونلاين عبر منصة زووم لسهولة استخدامها، كما
أنها تستفيد بشكل كبير منها وتفضلها عن الأوفلاين، حيث توفر الوقت والجهد الذي تستغرقه
في الذهاب إلي الجامعة لحضور المحاضرات.
وأكدت شروق أشرف، طالبة
بالفرقة الرابعة بكلية آثار جامعة القاهرة، أنه أفضل نظام تم تطبيقه في الوقت الحالي لأنه يقلل الازدحام والاحتكاك بين
الطلاب، كما أن الجامعة توفر لهم كل الإمكانيات المناسبة للحصول علي المادة
التعليمية بسهولة.
وعن أبرز سلبيات التعليم عن بعد، قالت سارة راضي، طالبة
بالفرقة الثانية بكلية الآداب جامعة بنها: “الصوت والصورة غير واضحين ومش بنستفاد
أي حاجة بسبب الانقطاع المستمر لشبكة الإنترنت في البيت أو في الجامعة، وبالتالي تركيزي
بيكون أقل، ولا يوجد اهتمام مثل المحاضرة الأوفلاين"، وأضافت: "أنه إذا
تم تطبيق الامتحانات أونلاين سهل جدًا الطالب يغش".
وأوضحت سماء ممدوح، طالبة بالفرقة الأولي بكلية الإعلام
جامعة المنوفية، أنه لم يتم تأهيل الطلاب أو المحاضرين بشكل مناسب علي استخدام
النظم والمنصات التعليمية وبالتالي يصبح توصيل المعلومة صعب في استجابة الطلاب
لذلك، كما أنه لا يوجد داخل المحاضرة الأونلاين مشاركة بين المحاضر والطلاب كما
تتم في المحاضرة التقليدية، لذلك تتراجع استفادتهم من المحاضر.
تعليقات
إرسال تعليق