ظواهر فلكية نادرة حدثت عام 2020
كتبت: ياسمين رضا
مع اقتراب نهايته يمكن القول بأن هذا العام كان مميزًا،
فقد شهد العالم أجمع عدة أحداث جعلتنا نظن أن الحياة بعده ستختلف كليًا عما كان،
وكذلك الحال في مجال الفلك حيث شهد عام 2020 بعض الظواهر الفلكية نادرة الحدوث وتألقت
سماء الأرض بمشاهد مذهلة رصدها المتخصصون والمهتمون بالعلوم الفلكية وبعضها كان مرئيًا
بالعين المجردة وله صدى بين المتابعين على السوشيال ميديا..تعرف عليها..
1- "الاقتران
العظيم"
يوم 21 ديسمبر شهدت سماء الكرة الأرضية ظاهرة نادرة تحدث
كل 20 عام، "الاقتران الكبير" تم رصدها من قبل عام 2000، وفيها يلحق كوكب
المشترى بكوكب زحل كما يبدو لنا من الأرض، وكشف المعهد القومي للبحوث الفلكية
والجيوفيزيقية أن هذا الشهر نشهد أول اقتران نادر حدث منذ عام 1623 ولن يحدث بهذا
القرب مرة أخرى حتى مارس 2080، ويسجل أقرب اقتران عند أقرب نقطة لهما ويكون
المشترى وزحل على بعد 0,1 درجة فقط، بما يساوي خُمس قُطر القمر بدرًا، ويعد "الاقتران
العظيم" من أندر اقترانات الكواكب الساطعة بسبب حركتها البطيئة حيث أن زحل
يستغرق ما يقرب من 30 عامًا لإتمام دورة كاملة حول الشمس بينما كوكب المشترى
يستغرق حوالي 12 عامًا.
2- "القمر الأزرق"
تحدث هذه الظاهرة مرة كل 19 عام، في نهاية أكتوبر الماضي
شهدت سماء الأرض حدثًا فلكيًا ساحرًا يعرف
بالقمر الأزرق وما جعله نادرًا أنه ظهر في جميع أنحاء العالم لأول مرة منذ الحرب
العالمية الثانية عام 1944، ولا يظهر القمر باللون الأزرق فعليًا ولكنه يظهر بدرًا
مرتين خلال نفس الشهر مرة في بدايته ومرة في نهايته ويفصل بينهما تقريًبا 29.5
يومًا، ويبدو البدر باللون الأبيض أو الأبيض المائل إلى الرمادي، وبهذا نشهد 13 قمرًا
مكتملًا في 2020 وهو أمر نادر الحدوث لأن معظم السنوات لا تشهد سوى 12 قمرًا، وقد
لاقي الحدث تفاعلًا من متابعي لسوشيال ميديا لتزامن الظاهرة مع يوم
"الهالوين".
3- "القمر العملاق"
في مايو الماضي شهد العالم آخر قمر عملاق لعام 2020،
وحظيت هذه الظاهرة بمتابعة كبيرة رغم جائحة كورونا لأنه الأخير في هذا العام، واستمتع
الناس بجماله حول العالم والتقطوا العديد من الصور وشاركوها عبر وسائل التواصل
الاجتماعي، والقمر العملاق ظاهرة تنشأ من الاقتران القمري وتزامن اقتراب القمر مع
وصوله إلى أقرب نقطة من الأرض ليظهر أكبر حجمًا في السماء، ويعرف هذا العام باسم
"قمر الزهرة" نسبة إلى موسم الربيع حيث تفتح الأزهار، ويطلق على القمر
الكامل عدة أسماء منها قمر الدودة والقمر الوردي وقمر الفراولة نسبة للحدث
المتزامن معه وذلك وفقًا للتقويم القمري للقبائل الأمريكية الأصلية، وأوضح موقع
فوريس أن أكبر ظهور للقمر العملاق في القرن ال21 سيحدث بعد 32 عام في 6 ديسمبر
2052، ويسمى بـ "القمر البارد".
4- كسوف الشمس
تحدث الظاهرة عندما يمر القمر بين الأرض والشمس عندها
يحجب القمر قرص الشمس كليًا أو جزئيًا عن المشاهدة على سطح الأرض، وعندما يكون قطر
القمر الظاهري أكبر من الشمس يكون الكسوف كليًا مما يحجب كل أشعة الشمس المباشرة
ويحول النهار إلي ظلام ولكنه يحدث ضمن مسار ضيق على سطح الارض فلا يمكن مشاهدته
إلا في مناطق محدودة.
يمكن رؤية هذا الكسوف ككسوف جزئي في عدة مناطق منها جنوب
غرب قارة إفريقيا وأجزاء من استراليا
والمحيط الأطلسي والهندي وجنوب المحيط الهادي وأجزاء من القارة القطبية الجنوبية وجنوب
أمريكا الجنوبية، وظهر الكسوف كليًا في تشيلي والأرجنتين يوم الإثنين 14 ديسمبر ما
شكل جذبًا سياحيًا وعلميًا لهما لمشاهدة الكسوف الكلي، الذي يغطي مساحة عرضها 90
كليو متر ويستغرق مدة قدرها دقيقتين و10 ثواني وأثناء ذروته يغطي قرص القمر حوالي
103% من كامل قرص الشمس ويستغرق من بدايته إلى نهايته مدة قدرها 5 ساعات و20 دقيقة،
الظاهرة لم يتم رصدها في المنطقة العربية هذا العام، ولكن مصر على موعد مع مشاهدة
الكسوف الكلي عام 2025.
5- المريخ بجوار القمر
من المعروف أن الأرض تتحرك أسرع في مدارها الأصغر حول
الشمس مقارنة بالمريخ؛ لذلك تقترب منه يومًا بعد يوم ويتزامن ذلك مع سطوع الكوكب
تدريجيًا وفي 13 أكتوبر كانت الأرض بين المشترى والمريخ وعندها كان المريخ أكثر
سطوعًا بحوالي 16 مرة مما كان يبدو عليه سابقًا، وفي 30 أكتوبر حل كوكب المريخ محل
كوكب المشترى باعتباره رابع جسم سماوي يضيء السماء بعد الشمس والقمر والزهرة على
التوالي، وهكذا يمكن الملاحظة أن سطوع المريخ يتغير بسرعة كبيرة لأن تغير المسافة
بين الأرض والمريخ كبيرة، ورغم أن القمر والمريخ يظهران متقاربان إلى حد ما في قبة
السماء في ظاهرة بديعة مشاهدة بالعين المجردة، إلا أنهما ليسا قريبين من بعضهما فعليًا
في الفضاء فالقمر على بعد حوالي 404.407 كليو متر من الأرض بينما يبعد المريخ
حوالي 89 مليون كيلو متر.
تعليقات
إرسال تعليق